لجأ بعض التجار إلى الاستعانة بلافتات مستفزة وأخرى مهينة في سبيل إرغام الزبون على ارتداء الكمامة، في ظل تعنت بعضهم ورفضهم ارتداءها، حيث يواجه التجار عقوبة غلق المحل ودفع غرامة مالية بسبب تصرفات بعض الزبائن، الذين يصرون على دخول المحل دون كمامة، ما دفع ببعض التجار إلى استعمال القوة، فيما تفطن آخرون إلى طرق استفزازية ترجموها في لافتات علقت عند مدخل المحل.
“طاسيلي نيوز” رصدت آراء بعض التجار والزبائن على حد سواء، كما تواصلت مع ممثل التجار لتوضيح الفكرة أكثر ورفع اللبس.
شعارات مستفزة ومهينة لارتداء الكمامة
تداول رواد التواصل الاجتماعي لافتات معلقة على واجهات بعض المحلات التجارية، تحمل عبارات مستفزة ومسيئة للزبائن، حيث كتب أحدهم “لا تدخل إذا لم تكن ترتدي كمامة… صحتك لا تهمني البروسي أهم”، فيما كتب آخر عبارة “غير الحمار اللي ما يديرش الكمامة”، وهي العبارة التي أثارت حفيظة النشطاء الفايسبوكيين واعتبرها الكثير ممن تناقلوها على نطاق واسع إهانة مباشرة للزبون، مطالبين بضرورة احترام هذا الأخير، باعتباره “الملك” عند دخوله أي فضاء تجاري.
زبائن وتجار بين مؤيد ومعارض للفكرة
في جولة قصيرة قادتنا إلى السوق المغطى بباب الوادي، تحدثنا إلى بعض المواطنين والتجار بخصوص فكرة الشعارات المستفزة، فجاء رد السيد “حكيم” مؤيدا لها، قائلا أنه كان حاضرا في عديد المواقف التي يرفض فيها بعض الزبائن ارتداء الكمامة عند دخول المحلات، خاصة بعض الشباب الطائش، الذي يعرض عضلاته ويريد فرض رأيه على التاجر.
فيما رأت السيدة “هجيرة” أن على التاجر احترام الزبون مهما كان الوضع، لكسبه وفي سبيل استمرار تجارته، ومحاولة الحديث معه بلباقة حتى وإن تعنت، فالكلام الطيب يكون له أثر جميل لدى المتلقي حسبها.
بينما اعتبر مراد وهو بائع مواد غذائية، أن التاجر لا يصل إلى حد إهانة الزبون من خلال لافتات، إلا في حالات يكون صاحب الفكرة قد تعرض إلى عقوبة غلق محله.
بعض الزبائن هم سبب استعمال التاجر هذه العبارات
قال رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار، إن الأصل في اللافتات التي تعلق على واجهات المحلات لتذكير الزبون بضرورة احترام إجراءات السلامة الوقائية، أن تحمل عبارات محترمة وأن تكون مضبوطة، على غرار “الرجاء لبس الكمامة”.
وأرجع بولنوار في حديث لـ “طاسيلي نيوز” سبب لجوء بعض التجار إلى استعمال عبارات مستفزة إلى تعنت بعض الزبائن وإصرارهم على دخول المحل دون كمامة، وهو ما يثير غضب التاجر، خاصة أنه مهدد بغلق محله وبغرامة مالية يدفعها في حال صادفت فرق الرقابة والأمن شخصا دون كمامة في محله.
وتابع المتحدث ذاته قائلا أن الأمر لا يعدو سوى أن يكون رد فعل من تاجر عوقب مرة بغلق محله بسبب زبون، داعيا التجار إلى تجنب مثل هذه اللافتات الاستفزازية والمهينة.
وذكر بولنوار أن الكثير من التجار يساهمون في توعية المواطنين، موضحا أن من حق التاجر منع الزبون دخول محله إذا لم يلتزم بإجراءات السلامة الوقائية ضد فيروس كورونا، وعلى رأسها ارتداء الكمامة، ولو استدعى ذلك الاستعانة بمصالح الأمن لإجباره على مغادرة المحل.
حكيمة حاج علي