كانت و مازلت قضية الصحراء الغربية بالنسبة للجزائر مسألة أمن قومي، و لا يهملها و يبخسها قدرها سوى مسؤول قاصر و قصير النظر، لأن المغرب الذي تجرأ على حدودنا سنة 1963 و اعتدى على بلادنا بعيد الاستقلال.. لم يكن يعبث أو يلعب، بل إنه يكاد يشرب مع الماء يوميا عقيدة ” كره الجزائر”..و عين المخزن لا تتوقف عند الصحراء الغربية، بل أنه لا يخفي في كل المناسبات أطماعه الممتدة إلى بشار و تندوف أو كما أسموها بالصحراء الشرقية، و في خرائطهم رغبة واضحة في العودة إلى ما قبل التاريخ ..و إعلان ملكهم امبراطورا على شمال افريقيا كلها .
أمام هذا الهذيان و المرض النفسي كان لا بد من الوقوف في وجوههم، لأن الحدود ترسمها دماء الشهداء، و لم يطلق المغرب رصاصة للانتصار للشعب الجزائري حين انفردت به فرنسا، بل إنهم سلّموا طائرة الثوار الجزائريين طواعية للاستعمار الفرنسي سنة 1956.
ما هو موقف بعض السياسيين و صناع الحدث من ” القضية الصحراوية”، و هل فهموا بأنها مسألة أمن قومي، و خط دفاعي متقدم للجزائر، أم أنهم استسلموا لمعسول كلام الحسن الثاني، و جعلوها قضية هامشية، ..و كانوا مستعدين للتنازل مجانا لمخزن يحمل الكثير من الأحقاد على الجزائر ..لدرجة أن وضع يده في يد الكيان الصهيوني …
خالد نزار أو ” هولاكو القرن العشرين و ما يليه، و الراحل عباسي مدني، و سعيد سعدي أو فرحات مهني في انتظار التحميل، وصولا إلى صاحب أطول ” قايطة” في تاريخ العزف سعيداني ..كيف كانت مواقفهم من قضية الصحراء ..و هل اجتمعت ” أمّتهم” على باطل …؟
■ في 11 مارس 2003 أعلن الجنرال المتقاعد خالد نزار، وزير الدفاع الجزائري الاسبق، في حوار أجرته معه أسبوعية «لاغازيت دي ماروك»، معارضته قيام دولة صحراوية، مؤكدا أن الجزائر ليست في حاجة إلى دولة جديدة على حدودها. وأكد الجنرال نزار أن «الجزائر ليست في حاجة لدولة جديدة على حدودها»، وأن بناء «الفضاء المغاربي سيساعد ولا شك على إيجاد حل لأزمة الصحراء».
وقال «أعتقد شخصيا أن أحسن الحلول (نزاع الصحراء) هو أن لا يكون هناك لا غالب ولا مغلوب. ويتعين ايجاد الصيغة الملائمة التي تمكن من إدماج الصحراويين والتحاقهم بوطنهم في اطار تفاهم»، مضيفا إنه «يمكننا سويا إيجاد الحل المناسب».
■خلال القمة الثانية لاتحاد المغرب العربي التي احتضنتها الجزائر في يوليوز من سنة 1990، استغل الملك الراحل الحسن الثاني فرصة تواجده في الجزائر، واستقبل عباسي مدني رئيس جبهة الإنقاذ المحظورة حاليا وأجرى مباحثات معه، ورغم توجس المخابرات الجزائرية ناقش الحسن الثاني وعباسي مدني قضية الصحراء، واتحاد المغرب العربي، وحصل تقارب كبير بين وجهتي النظر، بل أكدت قيادات الجبهة بعد ذلك حصول تطابق وجهات النظر بين الطرفين إلى الدرجة التي أزعجت السلطات والنخب الجزائرية.
وفي حوار مع قناة الجزيرة القطرية سنة 2005 قال عباسي مدني “فيما يتعلق بالنسبة لقضية الصحراء الغربية مبدئيا إننا نعتقد أن الشعبين شعب واحد وأن الوطنين وطن واحد كيف تتصور أننا نقبل بلعبة ما يسمى بالصحراء الغربية الحقيقة”.
ورد على سؤال حول مغربية الصحراء رد قائلا “إذا أراد الشعب المغربي فهي من حقه هو صاحب السيادة وصاحب الكلمة”.
■ في 8 نوفمبر 2004 صرح سعيد سعدي الأمين العام للتجمع من أجل الثقافة والديموقراطية بأن الأغلبية المطلقة للشعب الجزائري لا تهتم ب (البوليساريو) وبأن قضية الصحراء هي » قضية الأنظمة » التي تعاقبت على الحكم في الجزائر. وذكر سعدي في تصريح للأسبوعية
(لاغازيت دي ماروك) نشرته حينها أن هذه القضية أضحت مسألة روتينية بالنسبة للسلطات التي تعاقبت على الحكم ، مشيرا إلى أن 90 بالمائة من الشعب الجزائري لا يولون أية أهمية ل (البوليساريو).
وأوضح زعيم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في الجزائر أن مسألة الصحراء تستغل من طرف الحكم الجزائري لتغطية الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها الجزائر. وقال “إنه يتعين دائما بث ألسنة من الدخان لحجب الحقائق المرة” .
■في 17 أكتوبر 2019 أدلى عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السابق بتصريحات ملتهبة لقناة النهار، عندما قال أن الصحراء الغربية مغربية وأن البوليزاريو تبدد أموال الشعب الجزائري وأن تنمية المدن الجزائرية أولى بهذه الأموال التي يأخذها الصحراويون.
وأضاف سعداني في تصريحات مماثلة لموقع كل شيء عن الجزائر أن قادة البوليساريو كانوا ينفقون الأموال التي يحصلون عليها من الجزائر في الفنادق الضخمة.
رحم الله هواري بومدين الذي رد على ملك المغرب قوله بأنه سيشرب الشاي في تندوف، فقال له ” إذا دخلتها دير موسطاشي نعناع “. فخلفه من دعاه إلى جلسة ڨازوز هناك .
مصطفى بونيف